مراحل تطور الكلام واللغة ## مراحل تطور الكلام واللغة
يحتاج كل طفل يفتح عينيه على الحياة إلى التواصل بطبيعته. يمر التطور اللغوي بمراحل عديدة في عملية اكتساب استخدام التعابير اللفظية للتواصل.
في الأسابيع الأولى من عمر الطفل، عندما لا يكون قد لوحظ بعد أي إنتاج صوتي، يعبر الطفل عن احتياجاته الأساسية مثل الجوع أو قلة النوم أو اتساخ الحفاضات عن طريق تطوير صرخات مختلفة ويتوقع من أمه/والده أن يفهم هذا التواصل.
في الشهر الأول من العمر، يبدأ الأطفال الرضع في إنتاج هذه الصرخات وكذلك الأصوات التي تشير إلى الرضا. ومع نمو الطفل، يتسع نطاق الأصوات التي يصدرها مع تغير تشريح رأسه ورقبته، ويبدأ في إصدار أصوات أقرب إلى أصوات الكلام.
بين الشهر الثاني والخامس يبدأ الطفل في إصدار أصوات “aa,ou” والتي نسميها أصوات الهديل/المواساة. ومن الشهر السادس فصاعداً، نلاحظ أن عملية اللعب الصوتي تبدأ عملية اللعب الصوتي ويبدأ الطفل في استخدام المقاطع الصوتية المفردة (آه، با، ما).
ومن الملاحظ أن الأطفال يحولون هذه التعبيرات أحادية المقطع إلى ألعاب من خلال استخدامها بشكل متكرر من تلقاء أنفسهم. يمكن وصف هذه الفترة في الواقع بأنها الفترة التي يبدأ فيها التقليد الصوتي. ومن المعروف أن تعزيز ونمذجة إنتاجات الطفل خلال هذه العملية يساهم في تقدم تطور الكلام.
في السنة الأولى من عمر الطفل، وبحلول نهاية الشهر الثاني عشر، يتم اكتساب إنتاج كلمات ذات معنى، ولكن حتى الشهر الثامن عشر، يركز الأطفال بشكل عام على التعبيرات أحادية المقطع. يمكن إعطاء استخدام “كا” بدلاً من “قلم” و"با" بدلاً من “سيارة” كأمثلة على ذلك.
تتوسع مفردات الطفل بدءًا من الشهر الثامن عشر فصاعدًا، وهو ما نصفه بانفجار الكلمات ونتوقع منه زيادة مكثفة في إنتاج اللغة. واعتبارًا من الشهر الثامن عشر فصاعدًا، يبدأ الأطفال في فهم معنى التعبيرات المستخدمة. بعبارة أخرى، عندما يُقال له “ارمي الكرة” أو “أعطني السيارة”، يمكنه الآن فهم أن عليه القيام بفعل ما باستخدام هذا الشيء.
في الفترة من 18 إلى 36 شهرًا، يبدأ الأطفال الذين يتحسن فهمهم الدلالي للغة تدريجيًا في التواصل بشكل أكثر وضوحًا وجودة من عمر 3 سنوات.
على الرغم من أن مراحل التطور اللغوي تتبع نفس الترتيب كما هو الحال في جميع مجالات النمو، إلا أن سرعة التطور قد تختلف من طفل لآخر.
ما هو تأخر النطق؟
عندما لا يتمتع الطفل بمهارات النمو اللغوي المناسبة لعمره، يُطلق عليه “تأخر الكلام”. من الممكن القول أن هذه الحالة تتأثر بالعديد من العوامل. ومع ذلك، غالبًا ما يتجاهل الآباء والأمهات الأخطاء البيئية بمقاربات مثل “عمه أيضًا تحدث متأخرًا”، “لن يبقى هكذا دائمًا، سوف يتكلم يومًا ما”، “إنه لا يتكلم ولكنني أفهم ما يقوله”.
العوامل المؤثرة في تأخر النطق
يمكن أن يترك التهاب الأذن الوسطى بعد الإصابة بأمراض الإنفلونزا في عمر 0-3 سنوات أضرارًا تؤثر سلبًا على جودة السمع لدى الأطفال. لذلك، من المهم تكرار اختبار السمع كل 6 أشهر خلال هذه الفترة، خاصة فيما يتعلق بتطور اللغة.
بالإضافة إلى ذلك، كشف بحث جديد تم تقديمه في اجتماع الجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال لعام 2017 أن تأخر النطق يتناسب طرديًا مع زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال دون سن الثانية مع الهواتف والتلفزيون والأجهزة اللوحية.
كما أن اضطرابات النطق (عدم القدرة على إنتاج الأصوات) أو الاضطرابات الصوتية (نطق كلمة “تابي” بدلاً من “باب”)، وهي أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يتحدثون في وقت متأخر، لها تأثير على النجاح الأكاديمي في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك;
- عدم تأسيس عمليات اللعب التي تتطلب التواصل وجهًا لوجه والتواصل المتبادل منذ سن مبكرة
- عدم تعريف الأطفال بالكتب منذ سن مبكرة
- “ضجيج التلفاز” في الخلفية في المنطقة التي يتواجد فيها الطفل، حتى لو لم يكن ينظر إليه مباشرة
- عدم تقدير جهود الطفل في التحدث وتقليد الأصوات التي يصدرها الطفل
- التحدث نيابة عن الطفل
- التفاهم الفوري مع الطفل بإشاراته أو “آه-آه” وإعطائه ما يريده
- توقّع الكثير من الطفل وطرح الأسئلة باستمرار أو عدم إعطاء الطفل ما يريده حتى يطلبه (قل ماء، سأعطيك إياه إذا قلت ماء)
هل يصبح الطفل الذي يتحدث متأخرًا عصبيًا؟
نعم، عزيزي الوالدين، طفلك سريع الانفعال لأنه لا يستطيع التعبير عن نفسه أو نفسها بحرية مثل أقرانه.
لأن والدته التي تفهمه في المنزل بأدنى إشارة، ووالده الذي يلتقط كل ما يظهره دون أن يضطر إلى قول أي شيء، للأسف ليسا معه في الخارج، في الحضانة. الأطفال الذين اعتادوا أن يتم فهمهم بسهولة وسرعان ما يغضبون عندما لا يفهمهم أقرانهم أو البالغون الآخرون. يبدأون في إظهار سلوكيات مثل البكاء ودفع أصدقائهم وشد الشعر كوسيلة للتعبير عن أنفسهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الطفل الذي يشعر بأنه غير مفهوم عندما يكون بمفرده مع أشخاص آخرين لا يرغب في الذهاب إلى أي مكان بدون أمه أو أبيه، تمامًا مثل الشخص الذي لا يرغب في السفر بدون مترجم في بلد أجنبي لا يتحدث لغته. عندما يغيب أحد الوالدين، يتضاعف انفعاله وبكاؤه.
ويؤثر هذا الوضع سلباً على شخصية الطفل ونمو ثقته بنفسه، كما يؤثر سلباً على تنشئته الاجتماعية. وعندما يدرك الوالدان هذه المشاكل السلوكية التي تؤخر تكيفه الاجتماعي، وعندما تكشف ردود الفعل السلبية من المدرسة عن خطورة الوضع، تظهر علامة استفهام كبيرة في أذهان الوالدين:
ماذا يجب أن أفعل الآن؟
أول شيء يجب فعله هو تقبل الطفل كفرد. ثم عليك أن تتعاطف معه.
كما ذكرنا سابقاً، فإن السبب الرئيسي لسرعة الانفعال عند الأطفال هو مواقف الوالدين الخاطئة منذ الطفولة. ولذلك، من الممكن التغلب على هذه المشاكل والمساهمة في تقدم النمو اللغوي للطفل من خلال استبدال هذه المواقف بالمواقف الصحيحة في هذه العملية.
نصيحة للآباء والأمهات
1- إقامة ألعاب وجهاً لوجه أنشئ ألعاباً وجهاً لوجه مع أطفالك. لا يدعم هذا الأمر التفاعل الاجتماعي فحسب، بل يدعم أيضًا مهارة “التقليد” التي تعتبر الخطوة الأولى في تطور اللغة، حيث يتبعك الطفل وحركات فمك في هذه العملية.
2- ** تكرار الأصوات** أدرج التكرار الصوتي البسيط بشكل متكرر في لعبك وقراءتك؛ لأن أول إنتاجات الصوت تبدأ بمقاطع بسيطة وهي الأصوات التي يسهل تقليدها. وبينما ينتج الطفل هذه الأصوات البسيطة التي يسمعها منك، يرى الطفل أنه يستطيع التحدث ويشجع نفسه.
3- اقرأ الكتب بانتظام اقرأ كتابًا كل يوم. عندما تقرأين كتابًا، اتخذي الوضعية المقابلة حيث يمكن لطفلك أن يراكِ وينظر إليك وإلى الكتاب.
- كن قدوة له عندما يطلب طفلك شيئًا ما، فبدلاً من إجباره على قوله أو إعطائه على الفور، كوني قدوة له من خلال ذكر اسم الشيء المطلوب مع عبارات قصيرة مثل “يا ابنتي الجميلة عطشانة دعيني أعطيك كوبًا من الماء”، “تريدين كرة، هيا نلعب الكرة معًا”.
5- التعلم القائم على اللعب لا تحاولي التعليم عن طريق إبطاء الكلام عن طريق التهجئة ‘زجاج، هيا، أنتِ أيضًا تقولينها ‘بار-داك’. في سن 0-3 سنوات، تعتمد حياة الطفل على اللعب، ويتم توفير أعلى مستويات الجودة في التعليم من خلال اللعب. لهذا السبب، ستقدمين دعمًا جيدًا لتطور اللغة وتدعمين تعلم الأشياء بتعابير مثل ‘أوه، يوجد كلب لطيف جدًا هنا، إنه يقول ونباح’.
-
إعطاء التغذية الراجعة اسمح لطفلك بالتحدث وإبداء الملاحظات على الأصوات ذات المعنى أو التي لا معنى لها. على سبيل المثال، يرى طفلك لعبة ويحاول شرح شيء ما بالإشارة إليها. عندما ينتهي من الكلام، يمكنك الرد “نعم، إنها لعبة جميلة جدًا، يمكننا اللعب بها معًا”. بهذه الطريقة، يفهم الطفل أن بإمكانه التواصل والتعبير عن نفسه.
-
لا تتحدثي بدلاً منه لا تتحدثي نيابة عن طفلك. دعيه/دعها تعبر عن مشاعره/مشاعرها وشاهدي. وفهم الأصوات التي يستخدمها للتعبير عن نفسه. لنفترض أن طفلك سعيد جدًا بالذهاب إلى الحديقة ويحاول التعبير عن ذلك. كوني قدوة لطفلك بقولك “مرحى لقد جئنا إلى الحديقة، نحن نحب الحديقة”.
البروفيسور الدكتور بوراك تاتلي عيادة طب أعصاب الأطفال
أخصائي نمو الطفل أليفنور جوركان
الببليوغرافيا
- https://www.healthychildren.org/English/news/Pages/Handheld-Screen-Time-Linked-with-Speech-Delays-in-Young-Children.aspx
- كاراكان، إ. (2000). تطور اللغة عند الرضع والأطفال. الطب النفسي السريري، 3(4)، 263-268.